بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يقرّ علماء الحديث أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم
كم أنهم يقرّون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف ومنها ما هو يسير الضعف
وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد، ليس هذا موضع بسطها.
لكن الجدير بالذكر هنا أن الحديث إذا كان ضعفه يسيرًا وجاء بإسناد آخر، أو
أكثر، وكانت قريبة منه في ضعفها، فإن ضعفه يزول بمجموع طرقه ويرتقي إلى
درجة الحسن ويطلق عليه "الحسن لغيره" لتمييزه عن الحديث "الحسن لذاته" .
وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته
آخر، فإنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الصحيح لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"،
لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره.
نورد أقسام الحديث من حيث الخبر مع الشرح:
أولاً: الحديث الصحيح
و هو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة قارحة.
و المراد من "المسند: أن يكون منسوبًا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و معنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه
و المراد من العدل: المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق و خوارم المروءة.
أما الضابط فيراد
به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا
بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون
كتابه متقنًا و أن تكون قراءته منه سليمة، و أن يعرف عنه محافظته على كتبه.
فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".
وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة و الضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته.
والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه.
أما "العلة" فهي
السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر
الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث
الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع
كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط
في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة
الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في
معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.
ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:
الأول: اتصال السند.
الثاني: توثيق الرواة.
الثالث: عدم المخالفة
ثانيًا: الحديث الحسن:
و هو مثل الحديث الصحيح في اشتراط جميع الصفات
المتقدمة، إلا صفة الضبط، حيث يعتبر المحدثون أن درجة ضبط رواة الحديث
الحسن تقصر عن درجة ضبط رواة الحديث الصحيح. فراوي الحديث الصحيح تام
الضبط، و راوي الحديث الحسن ضبطه أخف. ويقال للحسن إذا كان كذلك: "الحسن
لذاته"، و هو في الاحتجاج به و الاعتماد عليه كالصحيح.
ثالثًا: الحديث الضعيف:
و هو الحديث الذي لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. و هو على أنواع كثيرة تبعًا لعدم تحقق هذه الصفات،
فقد يكون ضعيفًا لعدم اتصال السند: كما في الحديث المرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيرها.
و الحديث المرسل:
هو الذي يرويه التابعي عن النبي( صلى الله عليه و
سلم) و التابعون هم الذين لقوا أصحاب النبي( صلى الله عليه و سلم) و أخذوا
العلم عنهم.
فالسقط فيه في آخر السند بعد التابعي و إن كان هذا النوع من الحديث يصنف
بأنه ضعيف إلا أنه يعمل به في بعض الأحيان كأن يفتي به بعض الصحابة أو
يكون ممن لا يدلس ويعلم ضمنا من الصحابي الذي اشتهر التابعي بالرواية .
والحديث المعلق:
هو أن يروي المصنِّف حديثًا يُسقط منه شيخًا أو أكثر
من أول الإسناد و إن كان هذا النوع أيضا من الضعيف إلا أنه قد يتم تتبعه و
إثبات صحته كما في معلقات البخاري و مسلم .
والحديث المنقطع:
هو أن يسقط أحد الرواة من الإسناد في غير الموضعين المتقدمين.
والحديث المعضل:
أن يسقط من رواته اثنان متتاليان.
والحديث المدلس:
أن يروي الراوي عن شيخه الذي لقيه أحاديث لم يسمعها
منه مباشرة، بلفظ موهم سماعه منه، فيظن تلاميذه أنها متصلة وأنه سمعها من
شيوخه ولاتكون كذلك.
وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات كما في الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.
فأما الشاذ:
فهو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
وأما المنكر:
فهو مخالفة الضعيف للثقة. فالمنكر اجتمعت فيه صفتان من صفات الضعف: ضعف راويه، ومخالفته الثقات.
وأما المضطرب:
فهو أن يُروى الحديث الواحد بأكثر من طريق، أو بأكثر
من لفظ، يخالف بعضه بعضًا، ولا يمكن الجمع بينها، كما لا يمكن ترجيح بعضها
على بعض، بأي وجه من وجوه الترجيح.
و أما المدرج:
وهو أن يُزاد في متن الحديث ما ليس منه. فيظن من يسمع الحديث أن هذه الزيادة من قول الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هي ليست كذلك.
والمقلوب:
وهو الحديث الذي وقع تغيير في متنه أو سنده
و يضرب المثل في توضيح ما وقع القلب في متنه، بالحديث المشهور الذي ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفيه (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، فهذا رواه بعض الرواة فقلبه فقال: (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله).
و من أمثلة القلب في الإسناد: أن يقلب الراوي اسم أحد رجال السند، فيقول: عمـار بن هشام، و الصحيح هشام بن عمار.
والمعل:
هو الحديث الذي وُجدت فيه علة تقدح في صحته، مع أن ظاهر الحديث سلامته منها، و قد تقدم تعريف العلة.
وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث. كما في الحديث المتروك أو الموضوع.
فالحديث المتروك:
في رواته من يُتهم بالكذب، أو من كان شديد الضعف.
والحديث الموضوع:
فـي رواته كـذّاب، لـذا اعتبره العلماء مكذوبًا مختلقًا على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
والله اعلم ،،،،،،،،،،،،
لا تنسوني من صالح دعائكم
جزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
يقرّ علماء الحديث أن الأحاديث الصحيحة ليست على درجة واحدة من القوة، تبعًا لقوة ضبط الرواة، وطول ملازمتهم لشيوخهم
كم أنهم يقرّون أيضًا، أن الأحاديث الضعيفة تتفاوت، فمنها ما هو شديد الضعف ومنها ما هو يسير الضعف
وقد وضع علماء الحديث ضوابط تمييز الضعف اليسير من الضعف الشديد، ليس هذا موضع بسطها.
لكن الجدير بالذكر هنا أن الحديث إذا كان ضعفه يسيرًا وجاء بإسناد آخر، أو
أكثر، وكانت قريبة منه في ضعفها، فإن ضعفه يزول بمجموع طرقه ويرتقي إلى
درجة الحسن ويطلق عليه "الحسن لغيره" لتمييزه عن الحديث "الحسن لذاته" .
وما يجدر ذكره أيضًا، أن الحديث "الحسن لذاته" إذا جاء بإسناد حسن لذاته
آخر، فإنه يتقوى ويرتقي إلى درجة الصحيح لكن يطلق عليه "الصحيح لغيره"،
لتمييزه عن الصحيح المتقدم ذكره.
نورد أقسام الحديث من حيث الخبر مع الشرح:
أولاً: الحديث الصحيح
و هو الحديث المسند المتصل برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ و لا علة قارحة.
و المراد من "المسند: أن يكون منسوبًا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و معنى "المتصل" : أن يكون كل راوٍ من رواته قد تلقاه من شيخه
و المراد من العدل: المسلم البالغ العاقل السالم من أسباب الفسق و خوارم المروءة.
أما الضابط فيراد
به: أن يكون الراوي متقناً لروايته، فإن كان يروي معتمدًا على ذاكرته لا
بد أن يكون حفظه قويًا، وإن كان يروي معتمدًا على كتابه، فلا بد أن يكون
كتابه متقنًا و أن تكون قراءته منه سليمة، و أن يعرف عنه محافظته على كتبه.
فإذا توفرت العدالة في راوٍ وصف بأنه "ثقة".
وحتى يكون الحديث صحيحًا لا بد أن تتوفر صفتا العدالة و الضبط في كل راوٍ من رواته من بداية الإسناد إلى نهايته.
والمراد من "الشذوذ": مخالفة الراوي الثقة لمن هو أوثق منه.
أما "العلة" فهي
السبب الخفي الذي يقدح في صحة الحديث، مع أن ظاهر الحديث السلامة من مظاهر
الضعف. وغالبًا ما تعرف "العلة" بجمع الأسانيد التي رُوي بها الحديث
الواحد، وبمقابلة بعضها ببعض لاكتشاف ما وقع فيه بعض الرواة من أخطاء مع
كونهم ثقات. وقد تعرف "العلة"، بتصريح من العالم الناقد الخبير بوجود غلط
في حديث ما، ولا يبدي أسباب هذا الغلط ويكون تصريحه مبنيًا على المعرفة
الواسعة في هذا العلم والخبرة الطويلة في جمع الأحاديث والملكة القوية في
معرفة المتون واختلاف ألفاظها، وإلمام كبير بأحوال الرواة.
ويلاحظ أن مدار صفات الحديث الصحيح على ثلاثة أمور:
الأول: اتصال السند.
الثاني: توثيق الرواة.
الثالث: عدم المخالفة
ثانيًا: الحديث الحسن:
و هو مثل الحديث الصحيح في اشتراط جميع الصفات
المتقدمة، إلا صفة الضبط، حيث يعتبر المحدثون أن درجة ضبط رواة الحديث
الحسن تقصر عن درجة ضبط رواة الحديث الصحيح. فراوي الحديث الصحيح تام
الضبط، و راوي الحديث الحسن ضبطه أخف. ويقال للحسن إذا كان كذلك: "الحسن
لذاته"، و هو في الاحتجاج به و الاعتماد عليه كالصحيح.
ثالثًا: الحديث الضعيف:
و هو الحديث الذي لم تتوفر فيه أي صفة من صفات الحديث الصحيح، أو الحديث الحسن. و هو على أنواع كثيرة تبعًا لعدم تحقق هذه الصفات،
فقد يكون ضعيفًا لعدم اتصال السند: كما في الحديث المرسل والمعلق والمنقطع والمعضل والمدلس، وغيرها.
و الحديث المرسل:
هو الذي يرويه التابعي عن النبي( صلى الله عليه و
سلم) و التابعون هم الذين لقوا أصحاب النبي( صلى الله عليه و سلم) و أخذوا
العلم عنهم.
فالسقط فيه في آخر السند بعد التابعي و إن كان هذا النوع من الحديث يصنف
بأنه ضعيف إلا أنه يعمل به في بعض الأحيان كأن يفتي به بعض الصحابة أو
يكون ممن لا يدلس ويعلم ضمنا من الصحابي الذي اشتهر التابعي بالرواية .
والحديث المعلق:
هو أن يروي المصنِّف حديثًا يُسقط منه شيخًا أو أكثر
من أول الإسناد و إن كان هذا النوع أيضا من الضعيف إلا أنه قد يتم تتبعه و
إثبات صحته كما في معلقات البخاري و مسلم .
والحديث المنقطع:
هو أن يسقط أحد الرواة من الإسناد في غير الموضعين المتقدمين.
والحديث المعضل:
أن يسقط من رواته اثنان متتاليان.
والحديث المدلس:
أن يروي الراوي عن شيخه الذي لقيه أحاديث لم يسمعها
منه مباشرة، بلفظ موهم سماعه منه، فيظن تلاميذه أنها متصلة وأنه سمعها من
شيوخه ولاتكون كذلك.
وقد يكون ضعيفًا لمخالفة رواية رواة آخرين ثقات كما في الحديث الشاذ والمنكر والمضطرب والمدرج والمقلوب والمعل وغيرها.
فأما الشاذ:
فهو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
وأما المنكر:
فهو مخالفة الضعيف للثقة. فالمنكر اجتمعت فيه صفتان من صفات الضعف: ضعف راويه، ومخالفته الثقات.
وأما المضطرب:
فهو أن يُروى الحديث الواحد بأكثر من طريق، أو بأكثر
من لفظ، يخالف بعضه بعضًا، ولا يمكن الجمع بينها، كما لا يمكن ترجيح بعضها
على بعض، بأي وجه من وجوه الترجيح.
و أما المدرج:
وهو أن يُزاد في متن الحديث ما ليس منه. فيظن من يسمع الحديث أن هذه الزيادة من قول الرسول صلى الله عليه و سلم ، و هي ليست كذلك.
والمقلوب:
وهو الحديث الذي وقع تغيير في متنه أو سنده
و يضرب المثل في توضيح ما وقع القلب في متنه، بالحديث المشهور الذي ذكر فيه السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، وفيه (رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)، فهذا رواه بعض الرواة فقلبه فقال: (حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله).
و من أمثلة القلب في الإسناد: أن يقلب الراوي اسم أحد رجال السند، فيقول: عمـار بن هشام، و الصحيح هشام بن عمار.
والمعل:
هو الحديث الذي وُجدت فيه علة تقدح في صحته، مع أن ظاهر الحديث سلامته منها، و قد تقدم تعريف العلة.
وقد يكون الضعف بسبب عدم توفر العدالة والضبط في راوٍ أو أكثر من رواة الحديث. كما في الحديث المتروك أو الموضوع.
فالحديث المتروك:
في رواته من يُتهم بالكذب، أو من كان شديد الضعف.
والحديث الموضوع:
فـي رواته كـذّاب، لـذا اعتبره العلماء مكذوبًا مختلقًا على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
والله اعلم ،،،،،،،،،،،،
لا تنسوني من صالح دعائكم
جزاكم الله خيراً