السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.(كل أمة محمد بخير إلا أنت اذا رضيت؟!).
أترضى أن تكون كذلك ؟
لاتطفئ نور قلبك الطاهر بكثرة المعاصي
أترضى أن تكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها بخير إلا أنت ؟!
أترضى أن تكون أمة كاملة بعافية إلا أنت ؟
تأمل في قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم :
كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن
من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يُصبح وقد ستره الله فيقول : يا
فلان عملت البارحة كذا وكذا ! وقد بات يستره ربه ، ويُصبح يكشف ستر الله
عنه .
رواه البخاري .
فهل رضيت بهذا أيها العاصي ؟
قبل أن تُجاهِروا بمعاصيكم قفوا ألف مرّة ، وسائلوا أنفسكم :
أَمِن العقل أن تكون أمة الإسلام بخير ما عدانا ؟
أمْ مِن الحكمة أن نكون من شرّ الناس ؟
أمْ مِن الوعي أن نكون دعاة على أبواب جهنم
– ربما
– بأفعالنا ؟
وليست المجاهرة في صورتها الظاهرة الواضحة فحسب ، ولذا
قال عليه الصلاة والسلام :
وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم
يُصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ! وقد بات
يستره ربه ، ويُصبح يكشف ستر الله عنه .. رواه البخاري ( 5721 ) ومسلم (
2990 ) .
هذا نوع من أنواع المجاهرة ، ولون من ألوان الوقاحة ، وصورة من صور نزع الحياء
لا يكتفي العاصي بأن تجرأ على معصية من لا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في
السماء ، حتى أصبح يُعلن بسوءاته أمام الناس ، ويفتخر بقاذوراته أمام
الملأ ، ويُظهر معايبه على أنها مفاخر !
ما حيلتي فيمن يرى = أن القبيح هو الحسن
وقول ربنا أصدق وأبلغ :
( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا ) ؟
فيا من جاهَر بالمعصية لا تظنّ أن هذه المجاهرة تعود عليك وحدك
أو أنها لا تضر إلا بك
أو أنك تملك مُطلق الحريّة في ممارسة ما تُريد
ولكنك بفعلك هذا هوّنت من شأن المعصية
وزيّنتها للآخرِين
وجرأت غيرك عليها
فتحمل وزرهم مع أوزارك
فاستتر بستر الله سترك الله فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العَرض
لا تنسوني من صالح دعائكم
جزاكم الله خيراً