السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
صلة و لقاء ، و تعبد ووفاء ، بين العبد في الأرض و الرب في السماء ، فهي
عند الصالحين الطريق لرفع البلاء و إجابة الدعاء ، وهي قرة عيون الموحدين
، و لذة أرواح المحبين ، فيها يتقلبون في النعيم ، و يتقربون إلى الحليم
الكريم .
- فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء ولا خلاف في ذلك. والصلاة هي فريضة قائمة وشريعة ثابتة عرفت فريضتها بالكتاب وهو قوله تعالى {وَأقِيمُوا الصَّلاةَ} وقوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى}
فإنه
يدل على فرضيتها وعلى كونها خمساً لأنه أمر بحفظ جميع الصلوات وعطف عليها
الصلاة الوسطى وأقل جمع يتصور معه وسطى هوالأربع. وبالنسبة قوله عليه
الصلاة والسلام "أن اللّه فرض على كل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة خمس صلوات".
جاء في رسالة الصلاة لابن سينا إن الصلاة تشبه النفس الأنساني الناطق بالأجرام الفلكية والتعبد الدائم للحق طلباً للثواب السرمدي.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (الصلاة عماد الدين) والدين هو تصفية النفس الأنساني عن الكدورات الشيطانية والهواجس البشرية والأعراض عن الأغراض الدنيوية الدنية.
والصلاة هي التعبد للعلة الأولى والمعبود الأعظم الأعلى، فعلى هذا لا يحتاج إلى تأويل قوله تعالى { وَمَا خَلَقْتث الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبدُونِ } بيعرفون لأن العبادة هي المعرفة أي عرفان وامجب الوجود وعلمه بالسر الصافي والقلب النقي والنفس الفارغة.
فإذاً
حقيقة الصلاة علم اللّه سبحانه وتعالى بوحدانيته ووجوب وجوده وتنزيه ذاته
وتقديس صفاته في سوانح الأخلاص في صلاته، وأعني بالإخلاص أن تعلم صفات
اللّه بوجه لا يبقى للكثرة فيه مشرع ولا للإضافة فيه منزع. فمن فعل هذا
فقد أخلص وصلى وما ضل وما غوى ومن لم يفعل فقد افترى وكذب وعصى. واللّه
أجل وأعلى وأعز من ذلك وأقوى اهـ.
قال صلى اللّه عليه وسلم (لاإيمان لمن لا صلاة له ولا إيمان لمن لا أمانة له) وقال (صلوا كما رأيتموني أصلي).
وهذا ما رواه أهل العلم وأصحاب الأثر عن الصحابة والتابعين وفقهاء الحديث.
فعن علي كرم الله وجهه قال: من لم يصل فهو كافر.
وعن ابن عباس: من ترك الصلاة فقد كفر.
وعن ابن مسعود: من ترك الصلاة فلا دين له.
وعن جابر بن عبد الله: من لم يصل فهو كافر.
وعن أبي الدرداء : لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له .
وقال تعالى {إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْر اللّه أكْبَرُ وَاللّه يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
لا تنسوني من صالح دعائكم ...جزاكم الله خيراً...